بحضور نائب رئيس جامعة الأزهر ووكيل وزارة الأوقاف
أنطلاق فعاليات البرنامج الثقافى الرابع للأئمة والواعظات بمقر كلية أصول الدين والدعوة بأسيوط
انطلقت اليوم فعاليات البرنامج الثقافي الرابع لوزارة الأوقاف للأئمة والواعظات تحت عنوان " ترسيخ قيم المواطنة " بقاعة الإمام الأكبر أحمد الطيب بكلية أصول الدين والدعوة بأسيوط وذلك بحضور فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبدالمالك نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي والأستاذ الدكتور عبدالمحسن وهبة عميد كلية أصول الدين والدعوة والأستاذ الدكتور عبدالفتاح العواري عميد كلية الشريعة والقانون بأسيوط والأستاذ الدكتور حسين أبو صغير وكيل كلية أصول الدين والدعوة بأسيوط والشيخ الدكتور عاصم قبيصي وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط والشيخ محمد عبد اللطيف مدير عام الدعوة بمديرية الأوقاف بأسيوط والسادة أئمة وواعظات محافظة أسيوط، وذلك تحت رعاية الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ومعالي الأستاذ الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، وفى إطار التعاون المشترك بين جامعة الأزهر برئاسة فضيلة الأستاذ الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر ووزارة الأوقاف.
بدأ اللقاء بالسلام الجمهوري والقرآن الكريم من فضيلة الإمام الخطيب على حسن ، ثم كلمة ترحيب من الأستاذ الدكتور عبدالمحسن وهبة عميد كلية أصول الدين والدعوة بأسيوط بالمنصة الكريمة والسادة أئمة وواعظات محافظة أسيوط والسادة الحضور ، معربا عن سعادته باستضافة تلك الفاعليات التثقيفية البنائة، فحب الوطن من الإيمان وترسيخها فى النفوس يؤدي إلى حب الوطن والدفاع عنه والذي علمنا حب الأوطان هو سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، والجميع فى الوطن متساوون فى الحقوق والواجبات دون تمييز أو عنصرية.
وفى كلمته نقل فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبدالمالك نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي تحيات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وفضيلة الأستاذ الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر للسادة الحضور، مثمنا جهود وزارة الأوقاف بالتعاون مع جامعة الأزهر فى تطوير وتثقيف السادة الأئمة والواعظات فى شتى المجالات، سواء الشرعية أو اللغوية من خلال عقد تلك الندوات، وهو ما ينعكس بالإيجاب فى صقل شخصية الأئمة والواعظات.
وأكد فضيلته على أهمية عنوان الندوة وهو " ترسيخ قيم المواطنة " فى ظل الظروف المضطربة التي تعيشها المنطقة، وهو ما يحتم الاعتصام والتكاتف من جميع المواطنين والاصطفاف صفا واحد لمواجهة تلك التحديات التي فرضت علينا فرضا.
وأوضح أن المواطنة كمصطلح هو حديث،
ومن حيث الواقع، هو قديم، أول من وضعه هو سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم فى " وثيقة المدينة" ، حيث ضمت المدينة المنورة فى ذلك الوقت العديد من الأجناس والأعراق والديانات، فكانت أخلاط من الناس من أوس وخزرج ويهود مختلفين فيما بينهم، وهم أشهر من سكن المدينة، فبعد أن آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، وضع وثيقة المدينة ليعم السلام بين جميع مواطني المدينةمن خلال نبذ الخلافات بين الأوس والخزرج وتثبيت الجبهة الداخلية وتهدئتها ، ثم واجبات وحقوق محددة لكل من يسكن المدينة للدفاع عنها وقت الخطر؛ لتثبيت الجبهة الخارجية.
ومن أهم ما تضمنته تلك الوثيقة النبوية،
قبول التنوع فى العقيدة لجميع مواطني المدينة والمساواة بين الجميع فى الحقوق والواجبات وإقرار الخصوصية الثقافية للجميع والمسؤولية فى الدفاع المشترك عن المدينة حال تعرضها للخطر الخارجي و المساواة المسؤولية الاقتصادية المشتركة والمساواة القانونية والاجتماعية.
من جانبه قدم الشيخ الدكتور عاصم قبيصي وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط شكر وتحيات معالي وزير الأوقاف مختار جمعة لفرع الجامعة للوجه القبلي وكلية أصول الدين والدعوة بأسيوط على حسن الاستضافة؛ لرفع كفاءة وثقافة السادة الأئمة فى كافة المجالات و ذلك ضمن خطط التطوير المستمرة لوزارة الأوقاف، مضيفا أن من أعظم النعم على الإنسان هى نعمة الوطن، وحب الوطن غريزة فطرية، خاصة إذا كان الوطن هو مصر بلد الأنبياء والأولياء و التي أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأهلها خيرا، فجندها هم خير أجناد الأرض وهم فى رباط إلي يوم الدين، فالشريعة الإسلامية خير من أرسى قيم المواطنة حيث كانت المدينة المنورة وطنا عاش فيه المسلم وغير المسلم بلا تمييز ووثيقة المدينة تعتبر خير دستور عرفته البشرية، كما رسخت علاقة الحاكم بالمحكوم وواجبات وحقوق المواطنين وتحقيق المحبة والتكاتف بين الجميع فى السراء والضراء.
وأضاف الأستاذ الدكتور عبدالفتاح العواري عميد كلية الشريعة والقانون بأسيوط، أن الوطن هو الأرض التي ينشأ عليها الإنسان ويكتسب منه صفاته ، وهذا ما يقتضي حب الإنسان لوطنه ودفاعه عنه، فحماية الوطن جعله الله جهادا، فترسيخ قيم المواطنة وحب الوطن ضرورة فى ظل العولمة التي تجتاح العالم، والمحافظة على الأوطان تتطلب العمل والاجتهاد، ونشر الوعي لدى المواطنين ، والتنشئة الأسرية الصالحة للأبناء وغرس القيم الخلقية، داعيا المولى عز وجل أن يحفظ مصرنا وأهلنا من سوء ومكروه.